روي ان لقمان الحكيم وعظ ابنه و نصحه بهذه النصائح الثلاثة : يابني ! اوصيك بهذه النصائح الثلاثه و اعمل بها و لا تنساها :
1- لا تفشين سرك إلى امرأتك .
2- لا تصاحب عوان ( رئيس الحراس ) .
3- لا تقترض من حديث العهد بالغنى .
و لما توفي لقمان أراد ابنه ان يختبر نصائح ابيه و يرى مدى ضرر عدم الالتزام بها ، فذبح شاةًً ووضعها في كيس و اتى الى منزله و دفنها تحت سريره و قال لزوجته : كان لي عدو فذبحته و دفنته هنا ، فاحرصي لا تخبري احداً بهذا السر .
و كان عوان جاره فصاحبه و نشأت علاقة صداقة بينهما ثم ذهب إلى ثري جمع ثروته حديثاً و لم يكن اصيلاً و كان يفتخر بثروته و اقترض منه شيئاً من المال و وضعه في بيته .و ذات يوم حصل نزاع بينه و بين زوجته فصاحت زوجته و قالت : أيها القاتل قتلت نفساً بغير حق و دفنته في بيتك ! و الآن تريد ان تقتلني ...
فسمع عوان ما قالت زوجته ، و بالرغم من صداقتهما إلا انه ذهب فوراً الى الملك و أخبره بما جرى .فأمر الملك بإحضار القاتل فتطوع عوان و قال انه سيأتي به ، فجاء عوان الى دار ابن لقمان و اخرجه من بيته بكل مذله و اهانة و تحقير و نسى انه كان صاحبه ، و بدأ يجره الى قصر الملك و في مسيره التقى بالثري ، فلما رأى ابن لقمان بهذه الحالة أتاه امام الناس و قال له بكل شدة : لو اقاموا الحد عليك فسوف يضيع مالي فاعطني ما اقرضته ، و فضحه امام الناس بتصرفه الغير اللائق . و بهذا الترتيب اجتمعت الناس حوله و جروه بكل احتقار و اهانه الى قصر الملك ، و لما وقف ابن لقمان امام الملك قال له الملك : إنك ابن لقمان فكيف تقتل و تحدث الفتنة
ابن لقمان : لم اقتل اي رجل قط .
عوان : انه كاذب ، بل قتل رجلاً و دفنه في بيته .
ابن لقمان : اطلب من الملك ان يصدر امراً لإحضار المقتول ، و هو في الكيس و مدفون في المكان الفلاني .
فأمر الملك بإحضار الجثة فأتي بيت لقمان و دلت الزوجة على مكان الجثة و اخرج الكيس و أخذ الى الملك ، ففتح الملك الكيس فرأى شاة مذبوحة فتعجب الحاضرون .
فقال الملك : يا ابن لقمان ! لماذا ذبحت الشاة و دفنتها في بيتك ؟
قال ابن لقمان : لقد أوصاني ابي ان لا أفشي سري الى امرأتي و لا أصاحب عوان و لا أقترض من الثري حديث الثروة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق