عن عمر يناهز الخامسة والسبعين ، وبعد صراع طويل مع مرض السرطان ؛ توفي الفنان محمد رشدي في ساعة مبكرة من فجر الثلاثاء الثالث من مايو 2005 في أحد مستشفيات القاهرة اثر دخوله في غيبوبة منذ أكثر من ثلاثة أسابيع.
كان محمد رشدي قد دخل مستشفى السلام الدولي بالقاهرة بعد أن فاجأته الأزمة الصحية أثناء تصويره لأحد أغنيات ألبومه الجديد "البيت القديم" ، وأدت مضاعفات الإصابة بالالتهاب الرئوي الئوي إلى دخوله في غيبوية طويلة استمرت ثلاثة أسابيع حتى وافته المنية فجر الثلاثاء . ورغم أن الفنان الكبير كان يبدي اندهاشه من كثرة ما أصابه من الأمراض أخطرها السرطان والفشل الكلوي الذي كان يستدعي إجرائه لثلاث عمليات غسيل كلوي أسبوعياً ؛ إلا أنه كان يردد دائماً بإنه " مستسلم لأمر الله تعالى لأنها إرادته ، وأنه يتمنى العودة إلى بيته بدلاً من البقاء في المستشفى .
ولد رشدي في مدينة دسوق في 20 يوليو 1928 ، وحفظ القرآن في كتاتيبها وشارك منذ طفولته في الاحتفالات الدينية التي تقام في مسجد العارف بالله إبراهيم الدسوقي مؤدياً الأغاني الدينية إلى جانب الآذان. اتجه رشدي للغناء أثناء دراسته الثانيوة ، ثم تخرج من معهد فؤاد الأول للموسيقى بالقاهرة عام 1949 وبدأ مشواره كمطرب شعبي في الخمسينات ، حتى حالفه الحظ عندما استمعت له أم كلثوم وهو يؤدي أحد أغانيها في احتفال أقامه أبناء البلدة بمناسبة نجاح ابن بلدتهم فريد باشا زغلول في انتخابات مجلس النواب فطالبت برعايته. وتبناه أحد فناني المدينة الذي كان محبا للعزف على العود فقام بتعليمه الغناء وقام فائق زغلول بتقديمه إلى الإذاعة قبل عام 1952 حيث أدى مجموعة من الأغاني كان أهمها "مأذون البلد" ، وانطلق إلى عالم الشهرة بعدما كون ثلاثياً غنائياً مع الشاعر عبد الرحمن الأبنودي والموسيقار بليغ حمدي ، وبدأت أغانيه في الانتشار مثل : مثل : "تحت الشجر يا وهيبة" ،"عدوية" ، "عرباوي" ، "كعب الغزال" ، "يا مغناوتي" ، "طاير ياهوا" ، "ع الرمله" ، "مغرم صبابا" ، "قمر اسكندراني".
قدم محمد رشدي للغناء العربي أكثر من 600 أغنية إلى جانب ستة أفلام وثلاثين حلقة إذاعية من السيرة النبوية الى جانب المسلسل الإذاعي "أدهم الشرقاوي" وهي من أهم الملاحم الشعبية المصرية.
وتعاون مع كبار شعراء العامية في مصر مثل صلاح جاهين وفؤاد حداد وعبد الرحمن الأبنودي وعبد الرحيم منصور واحمد فؤاد نجم. ، ولحن له عدد كبير من الملحنين المصريين من أشهرهم بليغ حمدي وعبد العظيم محمد . وكان آخر أعماله هو ألبومه الجديد " البيت القديم" والذي انتهى من تسجيل أغنياته العشرة ، إلا أن القدر لم يمهله لاستكمال تصوير إحدى أغنياته بعنوان " قطار الحياة"
كان رشدي يحلم بنيل جائزة التفوق ؛ التي تمنحها الدولة للمبدعين في كافة المجالات حيث أنه اعتبر نفسه أحد هؤلاء الذين أثروا المكتبة الغنائية العربية بعدد من الأغنيات الوطنية الهامة والكثير من الملاحم الشعبية والتراثية.
فهل يمكن أن تُحقق للفنان الكبير محمد رشدي أمنيته بعد رحيله ؟!
وكون محمد رشدي مع شاعر العامية المصرية عبد الرحمن الابنودي والموسيقار المصري الراحل بليغ حمدي ثلاثيا فنيا في نهاية الستينيات.
ومن أشهر أغنيات رشدي الشعبية (لا لا يالخيزرانة) و(والله واحلويتي) و(تحت الشجر يا وهيبة).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق