السبت، ٢٦ ديسمبر ٢٠٠٩

الأستنجاء

كيفية الاستنجاء من البول
كيفيه الاستنجاء بعد التبول، وما العمل عند نسيانه، هل يستنجى إذا تذكر، وهل فى هذه الحالة يجب تغيير الملابس الداخلية؟

الفتوى :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فقد ذهب جمهور أهل العلم إلى وجوب الاستنجاء من البول والغائط، وهو يكون بالماء أو بالحجر ونحوه من كل جامد طاهر قالع غير محترم كورق وخشب، قال ابن قدامة في المغني: والقول بوجوب الاستنجاء في الجملة قول أكثر أهل العلم.
وعلى هذا فإن من نسيه وجب عليه أن يفعله، وإذا كان علق بثوبه شيء من العذرة أو رأى بللاً من أثر البول وجب غسله وإلا فلا.
أما كيفية الاستنجاء، فبعد الفراغ من التبول يضع الرجل يده اليسرى على أصل الذكر من تحت الأنثيين ثم يسلته إلى رأسه فينتر ذكره ثلاثاً برفق، نص على هذا ابن قدامة في المغني وغيره، وقد استدل أهل العلم على نتر الذكر ثلاثاً بحديث ضعيف أخرجه أحمد.
تنبيه : والنتر المذكور إنما يكون قبل الاستنجاء بالماء أو الحجارة لأنه يعد استبراء والاستبراء يكون قبل الاستنجاء
والله أعلم.


فصل في الاستنجاء

يجب الاستنجاء من كل رطب خارج من السبيلين إلا المني، سواء كان معتادا كالبول و الغائط، أو غير معتاد كالمذي و الودي، فلو خرج الغائط يابسا فلم يلوث المخرج فلا يجب الاستنجاء منه. وأما البول فالتحرز منه أمره مهم و ذلك لأن التلوث به أكثر ما يكون سببا لعذاب القبر، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:استنزهوا من البول فإن عامة عذاب القبر منه رواه الترمذي.

والاستنزاه من البول هو تجنب التلوث به، والتلوث بالبول من الكبائر.

ويسنّ الاستبراء وهو إخراج بقية البول بعد انقطاعه بحيث لا يخشى نزوله بتنحنح ونحوه .

والاستنجاء يكون بالماء الطهور، أي الطاهر المطّهر، أو بالأحجار إما بثلاثة أحجار وإما بحجر واحد له ثلاثة أطراف، وفي حكم الحجر كل قالع طاهر جامد غير محترم (كالكلينكس) مثلاً، و القالع هو الذي يقلع النجاسة فلا يصلح الزجاج، و المحترم كأوراق العلوم الشرعية والخبز فلا يجوز الاستنجاء به. ولا بدّ أن يمسح ثلاث مسحات فأكثر إلى أن ينقى المحل، فإن لم ينقَ بثلاث زاد رابعة فإن أنقى بها زاد خامسة ندبا ليكون العدد وترا.

والأفضل في الاستنجاء أن يستنجي بالاحجار أولا ثم يتبعها بالماء، و يجوز أن يقتصر على الماء أو على الاحجار ولكن الماء أفضل. و ما يفعله بعض الناس من أنهم يضعون الماء في كف يدهم اليسرى ثم يدلكون بها محل خروج النجاسة فهذا قبيح لا يكفي للاستنجاء.

ومن أراد الاستنجاء من الغائط بالماء يسكب الماء وقد وضع اليد على مخرج الغائط ويدلك حتى يذهب الخارج عينه و أثره.

ويحرم استقبال القبلة و استدبارها ببول أو غائط إلا إذا كان أمامه شيء مرتفع ثلثي ذراع فأكثر ولا يبعد عنه أكثر من ثلاثة أذرع، وهذا في البرية، أما في المكان المعدّ لقضاء الحاجة فليس حراما استقبال القبلة و استدبارها عند البول و الغائط.

ويكره البول والغائط تحت الشجرة المثمرة ولو في غير وقت الثمر لئلا تقع الثمار فتتنجس فتعافها الأنفس، اما إن كانت لغيره فحرام إلا بإذن صاحبها.

ويكره البول في الطريق والظل لأنه يسبب اللعنة لفاعله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اتقوا اللعانين، قالوا: وما اللعانان يا رسول الله، قال: الذي يتخلى في طريق الناس أو في ظلهم رواه مسلم. ومواضع الشمس في الشتاء كمواضع الظل في الصيف.

ويتجنب البول و الغائط في الثقب و الشق المستدير النازل في الأرض إن كان صغيرا أو كان كبيرا لأنه قد يكون مأوى الهوامّ أو مأوى الجن.
ولا يتكلم عند خروج البول و الغائط فإن ذلك مكروه.

ويحرم البول في المسجد ولو في إناء.

ولا يدخل معه إلى بيت الخلاء ما كتب فيه ذكر الله أو ذكر رسول الله صلى الله عليه و سلم.

ويسنّ للداخل أن يستعيذ بالله فيقول: (بسم الله اللهم إني أعوذ بك من الخبث و الخبائث)، أي من ذكور الشياطين وإناثهم. ويسنّ أن يدخل برجله اليسرى و يخرج برجله اليمنى بعكس المسجد، و يقول عند خروجه: (الحمد لله الذي أذهب عني الأذى و عافاني).


الاستجمار

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن استجمرتم فأوتروا، ما معنى هذا الحديث؟


الفتوى :

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن لفظ الحديث كما في الصحيحين: من توضأ فليستنثر ومن استجمر فليوتر. وفي لفظ لمسلم: إذا استجمر أحدكم فليوتر. وفي الجامع الصغير بلفظ : إن الله وتر يحب الوتر فإذا استجمرتم فأوتروا وصححه الألباني ، وأما اللفظ الذي في السؤال فلم نجده، واللفظ الصحيح هو ماذكرنا ـ ومعنى فليوتر أي إذا استنجى بالحجر مثلا فليفعل ذلك ثلاثا أو خمسا إن لم يحصل الغرض بالثلاث فإن لم يحصل بالخمس فليفعل ذلك سبعا ـ هذا معنى الإيتار أن يكون العدد وترا ومعلوم أن الاستجمار هو إزالة الأذى عن المخرج بالجمار (والجمارعند العرب الحجارة الصغار )، قاله ابن عبد البر

وغيره. وللفائدة يرجى الاطلاع على الفتوى رقم: 56225.

والله أعلم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق