الخميس، ١٧ ديسمبر ٢٠٠٩

{وما تسقط من ورقة إلا يعلمها}.


- أما الآجال فتقطع من شعبان إلى شعبان حتى إن الرجل يتزوج وينجب وقد خرج اسمه في الموتى بذلك العام وقيل إن تحت العرش شجرة كل مخلوق له فيها ورقة فإذا سقطت خرجت روحه قال تعالى :{وما تسقط من ورقة إلا يعلمها}.

- فإذا مات العبد شخصت عيناه لأن البصر يتبع الروح وتؤمن الملائكة على ما يقول أهل البيت فيستحسن الدعاء للميت بالرحمة والمغفرة وعند إغماض عين الميت يجب قول : بسم الله وعلى ملة رسول الله (ص).
- وجاء أن لملك الموت أعوانا من الملائكة فمنهم من يعرج بالروح ومنهم من يؤمن الدعاء ومنهم من يستغفر للميت وإن الملائكة المقترنة بالإنسان هم الذين يتوفونه و يكتبون أجله ثم وبعد قبضهم لروحه يدفعون بها لملك الموت الذي لا يعلم متى يكون أجل العبد حتى يؤمر بقبضه.وأكثر ما يكون رحمة.. بالعبد المؤمن ,وقيل في وصف ملك الموت انه يأتي للعبد المؤمن بهيأة حسنة أما العبد الكافر فيأتيه بشكل مخيف جدا فعيون مقبلة وعيون مدبرة وكل شعرة فيه كأنها إنسان .وقيل أنه يتصفح الناس كل يوم مرتين أو عند كل صلاة فعندما يطالع في وجه ابن آدم تصيبه القشعريرة و الانقباض.
- أما الآجال فتقطع من شعبان إلى شعبان حتى إن الرجل يتزوج وينجب وقد خرج اسمه في الموتى بذلك العام وقيل إن تحت العرش شجرة كل مخلوق له فيها ورقة فإذا سقطت خرجت روحه قال تعالى :{وما تسقط من ورقة إلا يعلمها}.
- أما العبد المؤمن إذا حضره الموت جاءته ملائكة بيض الوجوه من السماء بالأكفان والحنوط من الجنة ثم يجيء ملك الموت فيجلس عند رأسه ويقول : يا أيتها النفس المطمئنة اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان فتسيل كما تسيل القطرة من في السقاء فتجعلها الملائكة في ذلك الكفن والحنوط ويصعدون بها إلى السماء وكلما فتح لها باب من أبواب السماء سالت الملائكة من هذه الروح الطيبة فيقال فلان حتى يصلوا السماء السابعة فيقول الرحمن اكتبوا كتاب عبدي في عليين و أعيدوه إلى الأرض منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم ,فتعاد روحه في جسده فتقول له جزاك الله عني خيرا لقد كنت بي سريعا إلى طاعة الله فنجوت و أنجيت.وتبكي عليه بقاع الأرض التي كان يطيع الله عليها أربعين ليلة,ثم يأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له من ربك وما دينك فيقول ربي الله وديني الإسلام فيقولا ما هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ فيقول هو رسول الله ,فينادي مناد من السماء أن افتحوا له بابا إلى الجنة فيرى مقعده فيها ويفسح له في قبره ويأتيه رجل حسن الوجه فيقول أنا عملك الصالح فيبقى معه.
وإن العبد الكافر إذا جاء أجله نزل من السماء ملائكة سود الوجوه معهم المسوح ثم يجيء ملك الموت في أكره صورة فيجلس عند رأسه فيقول : أيتها النفس الخبيثة اخرجي إلى سخط الله وغضبه فتتفرق في جسده فينتزعها كما ينتزع السفود من الصوف المبلول فيأخذها حتى تجعلها الملائكة في تلك المسوح ويخرج منها كأنتن ريح جيفة وجدت فيصعدون بها فتسال الملائكة ما هذه الروح الخبيثة فيقولون فلان حتى يصل السماء الدنيا فيستفتح فلا يفتح له فيقول الله عز وجل:اكتبوا كتابه في سجين في الأرض السفلى فتطرح روحه طرحا فتعاد في جسده فتقول الروح للجسد جزاك الله عني شرا فقد كنت سريعا بي إلى معصية الله تعالى ,وتلعنه بقاع الأرض التي كان يعصى الله عليها و تنطلق جنود إبليس يبشرونه بأنهم أوردوا عبدا من بني آدم النار.فإذا وضع في قبره ضيق عليه فيه حتى تختلف أضلاعه ويبعث الله إليه ملكان فيقولا له:من ربك؟وما دينك؟ومن نبيك ؟فيقول:لا ادري .فيقال :لا دريت ولا تليت, فيضربانه ضربة يتطاير الشرر في قبره ثم يقولا انظر فوقك فإذا باب مفتوح إلى الجنة فيقولان له عدو الله لو كنت أطعت الله لكان هذا منزلك وانه لتصل لقلبه حسرة لا ترتد أبدا ويفتح له باب إلى النار ويأتيه حرها وسمومها حتى يبعث .
- واخرج سعيد ابن منصور في سننه في قوله تعالى :{والنازعات غرقا} هي الملائكة تنزع أرواح الكفار وقوله:{والناشطات نشطا} هي الملائكة تنشط أرواح الكفار مابين الأظفار والجلد حتى تخرجها وقوله:{والسابحات سبحا} هي الملائكة تسبح بأرواح المسلمين بين السماء والأرض {فالسابقات سبقا} هي الملائكة تسبق بعضها بعضا بأرواح المؤمنين إلى الله. فكل من يموت تمثل له عند موته أعماله الحسنة و السيئة فيشخص إلى حسناته ويطرق عن سيئاته.
واخرج أبو النعيم قال: لولا ما يؤمل المؤمنون من كرامة الله لهم بعد الموت لانشقت مرائرهم في الدنيا ولتقطعت أجوافهم. وقيل عن انس أن رسول الله (ص)قال:من صلى علي يوم الجمعة ألف مرة لم يمت حتى يرى مقعده من الجنة.
- ولا تزال التوبة مبسوطة مالم تأت المحتضر الرسل فإذا عاينهم انقطعت المعرفة ولم تقبل له توبة بعدها.
- عندما يموت العبد المؤمن وتصعد روحه إلى السماء فتأتيه أرواح المؤمنين ممن عرفهم في الدنيا تسأله عن أهلها كيف تركهم فيقول تركت فلان فيعجبهم ذلك وفلانا مات فيقولون لم يؤت به إلى هنا ذهب به إلى أمه الهاوية.
- وجاءنا أن النبي (ص) قال :إن الميت يعرف من يغسله ويحمله ومن يدليه في حفرته.وقيل ما من ميت يموت إلا وروحه في يد ملك ينظر إلى جسده كيف يغسل وكيف يكفن وتمشي الملائكة أمام جنازته ويقال له اسمع ثناء الناس عليك فلو قدر على الكلام لنهاهم عن البكاء والعويل ..
- قال تعالى :{فما بكت عليهم السماء والأرض } ما من إنسان إلا له بابان في السماء باب يصعد عمله فيه وباب ينزل رزقه منه فإذا مات العبد المؤمن بكيا عليه ولأن قوم فرعون لم تكن لهم أعمال صالحة لم تبك عليهم السماء والأرض .وبكاء السماء حمرتها .وإن العبد المؤمن إذا توفي ببلاد الغربة لم يعذبه الله رحمة لغربته وأمر الملائكة فبكته لغيبة بواكيه.
- أما عن الدفن ,ذكر عن أبي هريرة قال رسول الله (ص) :ما من مولود إلا وقد ذر عليه من تراب حفرته أي قبره .وقال أيضا ادفنوا موتاكم وسط قوم صالحين فإن الميت يتأذى بجار السوء كما يتأذى الحي بجار السوء.
- أما عند الدفن فيقال: اللهم جاف القبر عن جنبه وصعد روحه وتقبله.بسم الله في سبيل الله وعلى ملة رسول الله اللهم أجره من عذاب القبر وعذاب النار.وتقرأ الفاتحة عند رأسه وخاتمة البقرة عند رجليه وهو في قبره.ويلقن أن لا إله إلا الله وأن ربي الله وديني الإسلام ونبيي محمد(ص) اللهم ثبته بالقول الثابت وارحمه وألحقه بنبيه ولا تضلنا بعده ولا تحرمنا أجره.
- وأما عن ضمة القبر فقيل أنه ما أجير منها أحد حتى أولاد النبي (ص)القاسم وإبراهيم مع أنه كان صغيرا. ولكنها تدوم على الكافر فلا تنفرج عنه بسرعة. وقيل إن قراءة{ قل هو الله أحد} أثناء مرض الموت تؤمن من ضغطة القبر.
أما عن مخاطبة القبر للميت فقد أخرج الطبراني عن أبي هريرة عن رسول الله (ص) قال ما يأتي على هذا القبر من يوم إلا وهو ينادي بصوت طلق ذلق :يا ابن آدم كيف نسيتني ؟ألم تعلم أني بيت الوحدة ؟وبيت الوحشة ؟وبيت الدود؟وبيت الضيق؟ إلا من وسعني الله عليه.فماذا أعددت لي؟وقيل إن القبر إما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار.
-و فتنة القبر هي سؤال الملكين ومما ينجي منها قراءة القرآن في قيام الليل وإن العبد إذا مات وقف القرآن عند رأسه فإذا كفن دخل بين صدره وكفنه فإذا أدخل في قبره فيقول له أتعرفني ؟فيقول العبد:لا فيقول: أنا القرآن الذي كنت أسهرك فستجدني من بين الأخلاء خير صديق فأبشر.فيصعد القرآن إلى ربه تعالى فيسأل له فراشا ودثارا وقنديل من نور الجنة وياسمين منها ثم يعود بها إلى قبر العبد ثم يدفع القرآن في قبلة القبر فيوسع عليه ما شاء الله من ذلك.وكذلك مما ينجي من عذاب القبر الصلاة والصيام والزكاة والصدقة و قراءة القرآن.وذكر أن العبد المؤمن ليبشر بتعلم أولاده للقرآن.
- فائدة :سمي الملكان فتاني القبر لأن في سؤالهما انتهارا وفي خلقهما صعوبة وسميا منكرا ونكيرا لأن خلقهما لا يشبه آدمي ولا بهيمة ولا ملائكة بل هما خلق بديع ولكن ليس فيه أنس للناظر إليهما.
- فائدة :أن الميت إذا ما بقي أياما في تابوت لنقله من مكان إلى آخر فإنه لا يسأل حتى يدفن.
أما من لا يسأل في قبره فهو الشهيد.وكل ميت يختم على عمله إلا الذي مات مرابطا في سبيل الله فإن عمله ينمو إلى يوم القيامة ويؤمن فتنة القبر.ومن مات مريضا مات شهيدا و وقي من فتنة القبر , ومن قتله بطنه لم يعذب ,ومن مات يوم الجمعة أو ليلتها يوقى من عذاب القبر.وذكر مما ينجي من عذاب القبر سورة الملك والسجدة قراءتها قبل النوم كل يوم.
أما من يرفع عنه السؤال فهم الصديقون والشهداء والميت بالطعن والصابر في الطاعون محتسبا لأنه نظير المرابط.وأما الأطفال ففيهم قولان الأول: أنهم لا يسألون لأنهم غير مكلفون ولأن السؤال يكون لمن عقل الرسول المرسل. والثاني: أنهم يلهمون الجواب عما يسألون عنه والله أعلم.
-إن أرحم ما يكون الله بالعبد إذا وضع في حفرته. وإن أول تحفة المؤمن أن يغفر لمن خرج في جنازته. وأن ما يزيد ظلمة القبر الضحك في المسجد وأما ما ينور القبر :- الصلاة على رسول الله -وصوم يوم شديد الحر - وركعتين في ظلمة الليل - والعلم فهو ينير قبر عالمه و متعلمه - وإدخال السرور على قلب المؤمن -وكف الأذى عن الناس - وتنوير مساجد الله -وعيادة المريض - وقول "لا إله إلا الله الملك الحق المبين " كل يوم مئة مرة.وأن عذاب القبر حق وإنما يسمعه البهائم .وما يزيد من عذاب القبر :- عدم الأسنزاه من البول – والغيبة و النميمة .
-وقدذكر في " الدلائل"عن النبي (ص) في حديث الإسراء أنه حدث عن أناس من أمته يعذبون ببعض ذنوبهم وذكر منها:- من يتركون الحلال ويأتون الحرام فهم يأكلون اللحم المنتن – ومن يأكلون الربا وأموال اليتامى يأكلون الجمر – المغتابون والعائبون يقطع اللحم من جنوبهم _ ومن تثاقلت رؤوسهم عن الصلاة تضرب رؤوسهم بالصخر ............
-أما عذاب البرزخ فهو عذاب القبر و هو قسمان :دائم وهو عذاب الكفار . ومنقطع وهو عذاب من خفت جرائمهم من العصاة فكل يعذب حسب جرائمه ثم يرفع عنه العذاب بدعاء أو صدقة أو نحو ذلك.وإن العذاب يتوقف يوم الجمعة تشريفا لهذا اليوم وكل شهر رمضان وهذا يدل على أن عصاة المسلمين لا يعذبون إلا جمعة واحدة فإذا وصلوا ليوم الجمعة ينقطع العذاب إلى يوم القيامة, وإن للكفار هجعة يجدون فيها طعم النوم حتى يوم القيامة فإذا صيح بأهل القبور قال الكافر:{يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا }فيقول المؤمن {هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون}
ومما ينجي من عذاب القبر:- بر الوالدين – الوضوء – الصلاة – ذكر الله – الصيام – الاغتسال من الجنابة- الحج والعمرة – صلة الرحم –الصدقة –الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر– حسن الخلق - الخوف من الله حسن الظن به.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق