الاثنين، ١٠ يناير ٢٠١١

البدعــــــــــــــه و قراءة العدية


قراءة العدية هي: أن يتلو القارئ سورة ((يس)) سبع مرات، ثم يقرأ بعدها أول السورة إلى قوله تعالى: {فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ}(يس:9)، ثم يقول: اللهم يا من نوره في سره، وسره في خلقه، اخفي عني أعين الناظرين وقلوب الحاسدين، إنك على ذلك قدير، ثم يقرأ إلى قوله تعالى: {وَجعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِين}(يس:27)، ثم يقول: اللهم إني أسألك من فضلك السابغ، وجودك الواسع، أن تعينني على جميع خلقك... ثم يختم السورة، ويقرأ دعاءها الذي أوله: يا عصبة الخير بخير الملل.... ثم يختم بسورة الإخلاص والمعوذتين، و {أَلَمْ نَشْرَحْ}(الشرح:1)، ثم يختم بالفاتحة.

http://dc100.4shared.com/img/l4QL-Nh_/___online.pdf

عن عائشة رضى الله عنها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنّ في القرآنِِ لسوره تشفع لقارئها, ويُغفر لمستمعها ألا وهى سورة يس, تدعى في التوراة المُعِمّة قيل يا رسول الله وما المُعِمّة؟
قال: تعم صاحبها بخير الدنيا وتدفع عنه أهاويل الآخرة وتدعى الدّافِعة والقاضية قيل يا رسول الله كيف ذلك؟--
قال: تدفع عن صاحبها كل سوء وتقضى له كل حاجة ومن قرأها عدلت له عشرين حجة ومن سمعها كانت له كألف دينار تصدق بها في سبيل الله ومن كتبها وشربها أدخلت جوفه ألف دواء وألف نور وألف يقين وألف رحمة وألف رأفة وألف هدى ونزع عنه كل داء وغل.. ذكره الثعلبي من حديث عائشة.



وقال الشاطبي رحمه الله فيما يخص البدعه : " فالبدعة إذن عبارة عن طريقة في الدين مخترعة ، تضاهي الشرعية ، يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله سبحانه ... ومنها التزام الكيفيات والهيآت المعينة ، كالذكر بهيئة الاجتماع على صوت واحد ، واتخاذ يوم ولادة النبي صلى الله عليه وسلم عيدا ، وما أشبه ذلك .

ومنها التزام العبادات المعينة ، في أوقات معينة ، لم يوجد لها ذلك التعيين في الشريعة ، كالتزام صيام يوم النصف من شعبان ، وقيام ليلته " انتهى من "الاعتصام" (1/37-39).

وكون العمل اعتاده الناس وتوارثوه ، أو كان يترتب عليه بعض النتائج ، لا يدل على مشروعيته ، بل توزن الأقوال والأعمال بأقواله وأعماله صلى الله عليه وسلم ، فما وافق منها قبل ، وما خالف رد على صاحبه كائنا من كان .

ويقال هنا : لو كان هذا العمل خيرا لسبقنا إليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، لاسيما مع وجود المقتضي لذلك ، فقد تعرض كثير من الصحابة للأذى والظلم ، ولم يثبت عن واحد منهم أنه فعل ذلك ولا أرشدهم إليه صلى الله عليه وسلم .

والخير كل الخير في اتباع الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم) والشر في الأبتعاد ومخالفته ،


وروى الترمذي (3544) وابن ماجه (3858) عَنْ أَنَسٍ قَالَ دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَسْجِدَ وَرَجُلٌ قَدْ صَلَّى وَهُوَ يَدْعُو وَيَقُولُ فِي دُعَائِهِ اللَّهُمَّ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ الْمَنَّانُ بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَدْرُونَ بِمَ دَعَا اللَّهَ دَعَا اللَّهَ بِاسْمِهِ الأَعْظَمِ الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى ) وصححه الألباني في صحيح الترمذي .


وروى الترمذي (3475) وأبو داود (1493) وابن ماجه (3857) عَنْ بُرَيْدَةَ الأَسْلَمِيِّ قَالَ سَمِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلا يَدْعُو وَهُوَ يَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ الأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ . قَالَ فَقَالَ : ( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ سَأَلَ اللَّهَ بِاسْمِهِ الأَعْظَمِ الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى ). وصححه الألباني في صحيح الترمذي .

والحاصل أنه يتعين البعد عن هذه المحدثات ، والاكتفاء بما هو مشروع من الأدعية والأذكار التي جعلها الله سببا لقضاء الحاجات وتحقيق الرغبات ، قال تعالى : ( أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلا مَا تَذَكَّرُونَ ) النمل/62 ، وقال : ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ) البقرة/186


وقد سئل فضيلة الشيخ عطية صقر فى مايو 1997 عن قراءة سورة يس للميت المفتى و هل هناك فضل لقراءة سورة يس عند الميت قبل دفنه وبعد دفنه ؟ فأجاب بقوله: روى أحمد وأبو داود والنسائى وابن ماجه والحاكم وصححه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال "قلب القرآن يس، لا يقرؤها رجل يريد اللَّه والدار الآخرة إلا غفر اللَّه له، اقرءوها على موتاكم ".هناك خلاف بين العلماء فى وقت قراءتها، فقيل عند الاحتضار عسى أن يخفف اللّه عن الميت، وبخاصة أن الملائكة تحضر لسماع القرآن ومعها الرحمة، وجاء فى حديث آخر فى مسند الفردوس" ما من ميت يموت فتقرأ عنده يس إلا هون اللَّه عليه ".وقيل أن قراءتها تكون بعد الموت، سواء أكان ذلك قبل دفنه أم بعد دفنه، والقرآن كله إذا قرىء بدون مقابل ووهب ثوابه إلى الميت ينفعه إن شاء اللَّه، وقد تكون لسورة يس بالذات فضيلة وأثر فى ذلك. وقراءتها على كل حال لا تضر، وقد تفيد الميت بالإهداء إليه أو بحضور الملائكة لسماع القرآن، ذلك إلى جانب نفعها لقارئها ولمن يستمعون إليها للعظة والعبرة.

فإذا كان الثواب هكذا وإن كان لهذه السورة كل هذا الفضل وإن كان لهذه السورة كل هذه الدرجة عند الله وان كانت الحسنة بعشر أمثالها والله يضاعِفٌ لمن يشاء وان كان لكل حرف ملك يتنزل عند قراءته يؤمّن على هذه القراءة ويرفع دعاء القارئ إلى السماء ويستغفر الله تعالى للشخص الذي يقرأ القرآن.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق