الثلاثاء، ٣٠ مارس ٢٠١٠

ماذا تعرف عن دودة القز


http://www.1scout.net/up/uploads/4bfa4a833e.bmp


لايستطيع أحد أن يحدد أو يؤكد مدى صدق هذه القصة، ولكن المؤرخين يعرفون أن الحرير قد اكتشف في الصين أولاً. ولقد حافظ الصينيون على أسرار دودة الحرير من العالم الخارجي. ويعد الصينيون الوحيدين الذين عرفوا كيفية صناعة الحرير لحوالي 3000 سنة قبل أن تعرف هذا السر أية دولة أخرى.

انتشار صناعة الحرير :استفادت الصين كثيرًا من تجارة الحرير مع دول الغرب منذ عهد أسرة هان نحو سنة 202ق.م. وقام التجار من بلاد فارس القديمة (إيران الآن) بشراء الألوان الجميلة من الحرير من التجار الصينيين. ولقد شقت الطرق لقوافل الجمال عبر آسيا لنقل الحرير من الصين إلى دمشق، حيث ملتقى الشرق والغرب. وكان الحرير يؤخذ من دمشق إلى الإمبراطورية الرومانية حيث كان يتم تبادله مع أشياء أخرى ثمينة.



في القرن الرابع قبل الميلاد، سمع العالم الغربي عن الدودة الغريبة التي تنسج خيوط الحرير، ولكن لم يتمكن أحد من العالم الغربي من رؤية هذه الدودة حتى سنة 550م. تلك الفترة التي تحكمت فيها بلاد الفرس في كل كميات الحرير الوارد من بلاد الصين، وقامت ببيع الحرير بأسعار باهظة.

اعترض الإمبراطور الروماني أو البيزنطي جستنيان على دفع هذه المبالغ الباهظة للفرس. وفي حوالي سنة 550 بعد الميلاد، حاول الإمبراطور إيجاد طريق للصين لايمر ببلاد الفرس. وكان تفكيره في الوصول إلى الصين عن طريق القسطنطينية (إسطنبول حاليًا) لكنه فشل وقام بعد ذلك بإرسال رهبان كجواسيس إلى بلاد الصين. وعلى الرغم من الظروف الصعبة وإمكانية تعرضهم للموت، فإن الرهبان تمكنوا من إخفاء بيض دودة الحرير وبذور التوت في عيدان بوص مجوفة. وأنهت هذه المغامرة احتكار كل من بلاد الصين وبلاد الفرس للحرير.

خلال المائة سنة التالية، تعلم كثير من الناس كيفية تربية دود الحرير وطريقة استخراج الحرير من الشرانق، ولقد نقل المسلمون دود الحرير إلى كل من أسبانيا وجزيرة صقلية أثناء الفتوحات الإسلامية في القرنين التاسع والعاشر الميلاديين. وفي القرن الثالث عشر الميلادي، أصبحت إيطاليا مركز الحرير في الغرب، وبدأ نسج الحرير في فرنسا في القرن السادس عشر الميلادي، وسرعان ماقام الفرنسيون بمنافسة الإيطاليين في صناعة الحرير. وأصبح نسج الحرير من الصناعات المهمة في إنجلترا بعد دخول أعداد كبيرة من النساجين الفلمنكيين المهرة (هم السكان الأقدمون في منطقة تقع حاليًا بين هولندا وفرنسا وبلجيكا) أواخر القرن السادس عشر الميلادي.

صناعة الحرير اليوم: قبل الحرب العالمية الثانية، كانت صناعة الملابس الداخلية والجوارب تستخدم كثيرًا من الحرير الخام، وحاليًا تصنع معظم الجوارب من النيلون. وفي وقت ما، كان هناك طلب كبير على الملابس الداخلية الحريرية. وحاليًا تصنع هذه المنتجات غالبًا من الألياف الصناعية.

يستخدم معظم الحرير في صناعة الملابس والستائر والمفروشات. كما يستخدم الحرير أيضًا مع باقي الأقمشة الطبيعية والصناعية للحصول على خواص جديدة للمنسوجات.

الحرير ألياف لامعة (مواد خيطية) تستعمل في صناعة الملابس. وللحرير بريق طبيعي لا يتوافر إلا في القليل من الألياف الأخرى، ولهذا يسمى الحرير ملك الألياف. تصنع ألياف الحرير شرانق حشرة زاحفة تسمى دودة الحرير. وهناك حيوانات أخرى كثيرة مثل العنكبوت وحشرات مجنحة تنسج أيضًا خيوطًا حريرية، لكن خيوطها غير اقتصادية بحيث يمكن تحويلها إلى أقمشة.

يعتبر الحرير من أقوى الألياف الطبيعية، حيث إنّ خيط الحرير أقوى من شعيرة من الفولاذ لها القطر نفسه. والحرير ذو مرونة عالية عند شدِّه، ويستعيد أبعاده الأصلية عند إزالة قوة الشد المؤثرة. والملابس الحريرية خفيفة الوزن جدًا، وأدفأ من الملابس القطنية أو المصنوعة من الكتان أو الحرير الصناعي. والملابس الحريرية المصبوغة ذات بريق أشد من كثير من المنسوجات المصبوغة. ويمكن كي الحرير بسهولة كما أنه يقاوم الانكماش.

يستعمل الحرير بكثرة في صناعة الأزياء النسائية، كما يستعمل أيضًا في صناعة المفروشات والستائر على شكل أنسجة مختلطة.

تعتبر الصين من أكثر دول العالم إنتاجًا للحرير، تليها اليابان. وتشمل بقية الدول المنتجة للحرير كلاًّ من البرازيل والهند وكوريا الجنوبية والاتحاد السوفييتي (سابقًا) وتايلاند. وتعد الولايات المتحدة الأمريكية من أوائل دول العالم في صناعة المنتجات الحريرية.

2ـ مصادر الحرير:

الحرير الطبيعي نوعان، حرير مزروع أو مستزرع، وحرير بري.

الحرير المزروع. ينتج الحرير الطبيعي دود الحرير الذي يربى على ورق التوت، ويمكن غالبًا استزراع الحرير بصورة تجارية. وتنتج معظم أنواع الحرير الفاخر من دود زاحف أو يساريع أو يرقات عثة تسمى دود القز.

دودة القز:عثة كبيرة بيضاء ذات أجنحة مخططة بالسواد، ويبلغ قياس العثة من نهايتي الجناحين 5سم، كما أن جسم العثة قصير وأرجلها ضخمة نسبيًا.

الحرير البري. يسمى التوسة ويستخرج من دود الحرير الذي يتغذى بأوراق البلوط، وتنمو هذه الديدان إلى أحجام كبيرة خصوصًا في الصين والهند، ويصعب تبييض حرير التوسة لأن لونه الطبيعي بني أو أصفر غامق، كما أنه أقل لمعانًا من الحرير الطبيعي، ويستخدم حرير التوسة نسيج حشو في المنسوجات، ويخلط غالبًا مع ألياف أخرى.



3ـ تربية دود الحرير:

تتطلب تغذية دودة الحرير قدرًا كبيرًا من العناية والصبر. ويعامل منتجو الحرير دود القز بنفس الحرص الذي يعاملون به الأطفال حديثي الولادة، ويقومون بتربيته عند درجات حرارة محددة تتم بدرجة فائقة من التحكم، ويحمونه من البعوض والذباب وباقي الحشرات.

إنتاج دود الحرير. تقوم أنثى دودة القز في بداية الصيف بوضع ما بين 300 و 500 بيضة، وتضعها على شرائط ورقية خاصة بمعرفة منتج الحرير، وتموت الفراشات سريعًا بعد وضع البيض. ويمر البيض على العديد من الاختبارات للتأكد من عدم احتوائه على أي ديدان مريضة، وبعد ذلك، يوضع البيض في مكان بارد. ومع بداية الربيع التالي، يقوم منتج الحرير بوضع البيض في حضَّانة. وتعتبر الحضانة وسيلة لحفظ البيض عند درجة حرارة مناسبة للفقس. وبعد عشرين يومًا، يفقس البيض وتخرج منه ديدان الحرير.

نمو دود الحرير: يوضع دود الحرير على مسطحات نظيفة لحمايته من الأمراض. وفي البداية، تكون ديدان الحرير شرهة للأكل، حيث تأكل بصفة مستمرة أوراق التوت كل ساعتين أو ثلاث ساعات.

تنمو الديدان إلى حوالي سبعين ضعف حجمها الأصلي، وتغير جلدها أربع مرات. وبعد فترة ما بين أربعة وخمسة أسابيع، يصل طول دودة الحرير إلى حوالي 8سم، ويصل قطر جسمها إلى أكبر من 2سم، ويشمل جسمها 12 مقطعًا وثلاثة أزواج من الأرجل.

نسج الشرنقة :بعد اكتمال النمو، تتوقف دودة الحرير عن الأكل وتستعد لنسج الغلاف الخارجي للشرنقة. وتزحف الدودة إلى حيز خشبي صغير يحتوي على عيدان أو سيقان من القش قام منتج الحرير بإعدادها في وقت سابق. وتقوم الدودة بنسج شبكة نسيج لتمسك بنفسها على هيئة عود أو ساق، وتُكوِّن بذلك الشرنقة، وهي الحرير. لعمل ذلك، تقوم الدودة بتحريك رأسها من جانب إلى آخر في مجموعات من الحركات على ، كما تقوم غدتان بالقرب من الفك السفلي للدودة بإفراز سائل يتجمد على شكل خيوط حريرية رفيعة عند ملامسته للهواء. وفي نفس الوقت، تقوم الدودة بإفراز مادة صمغية تسمى سرسيون ويعمل السرسيون الناتج على لصق خيطي الحرير معًا.

تستمر دودة الحرير في نسج الحرير حول جسمها حتى ينتهي جميع السائل، وبعد حوالي ثلاثة أيام من النسج، تكتمل الشرنقة. وبعد ذلك تتحول الدودة إلى يرقة وهي المرحلة الثالثة من دورة حياة دودة القز. وإذا سمح لليرقة بالاستمرار في الحياة، فإن اليرقة تتحول إلى عثة بعد حوالي ثلاثة أسابيع، وبذلك تكتمل دورة حياتها، أي التحول، ويمر هذا التحول بالنسبة إلى دود القز بمراحل من البيضة إلى دودة الحرير (اليسروع)، إلى اليرقة ثم العثة. انظر: التحول.

عند تحول اليرقة إلى عثة، فإنها تخرق الشرنقة وتقطع خيوط الحرير الطويلة إلى قطع قصيرة وكثيرة، ولهذا السبب فإن منتج الحرير يسمح لنسبة صغيرة من اليرقات بالتحول إلى فراشات. وتحفظ هذه العثات لوضع المجموعة القادمة من البيض. ولإنقاذ الحرير، تقتل اليرقات قبل خروجها من الشرنقة وتقتل تلك اليرقات غالبًا بوضع الشرانق في أفران.



4ـ صناعة الحرير وإنتاجه:

اللف: بعد قتل اليرقات، يكون عمال الحرير مستعدين للف (تفكيك) الخيوط الرفيعة جدًا من الشرنقة على بكرات، وتتم هذه العملية في مصنع لف يسمى كر الحرير. ولإجراء عملية اللف، يتم نقع الشرانق في حمامات ماء ساخن لإزالة السرسيون الصمغي الذي يمسك الخيوط بعضها ببعض. وتفكك الخيوط من عدة شرانق في نفس الوقت، لأن الخيط (الشعيرة) يكون رفيعًا جدًا لدرجة يصعب لفها على حدة. ومع غمس الشرانق في حمام الماء الساخن، يتم سحب شعيراتها معًا ولفها حول بكرات من خلال دليل من الخزف، ويشبه الدليل فتحة إبرة الخياطة. ويؤدي السرسيون المتحول إلى لصق العديد من الخيوط الرفيعة في خيط واحد يلف حول بكرة، وبعد ذلك، تتم إزالة الخيط من البكرة ويُفتل على شكل خصلة (مجموعة خيوط ملفوفة) ويجمع كل زوج من خمس عشرة خصلة، أو ثلاثين خصلة صغيرة إلى مجموعة أكبر، تسمى حزمة. وتحتوي بالة الحرير الخام المُعَدَّة للنقل إلى المصنع للنسيج على نحو ثلاثين رزمة من هذه الحزم، وتصل كتلتها إلى ما يقرب من 60 كجم.

القذف: يصير الحرير الخام بعد العمليات السابقة أكثر قوة مما كان عليه في الشرنقة، ولكنه لا يصل بعد إلى المقاومة الكافية لنسجه في شكل مناسب ماعدا الأنسجة المهلهلة. ويقوى الحرير بعدة عمليات مختلفة يطلق عليها القذف أو اللي. ويؤدي القذف إلى زيادة الليات وبالتالي زيادة مقاومة الخيوط.

يعتمد عدد الخيوط المقذوفة على نوع النسيج المطلوب إنتاجه، ويقذف معظم الحرير الخام والمستخدم لصناعة النسيج (الخيوط المعترضة)، بدرجة لي معينة. ولكن معظم الحرير المستخدم في النسيج ذي الخيوط الطويلة يلف في أحجام أكبر وبالتالي لايحتاج إلى القذف.

الغلي والوزن: عندما يخرج الحرير من آلات القذف، تكون هناك كمية كبيرة من السرسيون عالقة به. ويقوم العمال بغلي الحرير في خليط من الصابون الساخن لإزالة السرسيون. وتسمى هذه العملية بالغلي، وتؤدي إزالة السرسيون إلى كشف الجمال الطبيعي للحرير. ويكون لون الحرير المغلي دائمًا أبيض بلون اللبن. ويمكن إزالة السرسيون إما قبل أو بعد عملية النسيج، طبقًا لنوع المنسوجات.

تؤدي عملية الغلي إلى فقد الحرير حوالي 25% من وزنه. وقبل الحرب العالمية الثانية (1939-1945م)، كانت الأنسجة الحريرية توزن غالبًا بعد تحميلها بأملاح معدنية وذلك لتعويض الفقد في الوزن الناتج عن عملية الغلي، ولكن هذه العملية توقفت بعد أن تبين أن الحرير شديد التحميل بالأملاح يهترئ ويتمزق بسهولة كبيرة مقارنة بالحرير نقي الصباغة . ولقد وضعت قواعد تجارية محددة لصناعة الحرير في منتصف القرن العشرين. وفي عديد من الدول، لايتم تحميل الحرير.

الصباغة: يمكن صباغة الحرير جيدًا بصبيغة زاهية قبل نسجه، ويسمى هذا النوع من الصباغة صباغة الخصلة. وبعض أنواع الحرير تتم صباغته بعد نسجه ويسمى ذلك صباغة القطعة.

النسيج: يتم نسج خيوط الحرير في أنوال مثل الأنوال المستخدمة لنسج القطن والصوف. ولقد حلت الأنوال الآلية محل الأنوال اليدوية في معظم الدول. ويتم نسج معظم المنسوجات الحريرية، بما في ذلك الحرير المشجر وأقمشة الملابس النسائية الثقيلة على أنوال الجاكار ويمكن نسج تصميمات أو نماذج جميلة على هذه الأنوال.

المزدوجات: تمثل هذه العملية خيوطًا حريرية غير مفردة ولكنها مزدوجة. وتنتج المزدوجات من دورتين من الحرير اتحدتا في شرنقة واحدة وقامتا بنسجها حوليهما، وفي أثناء مراحل التصنيع، لايتم فصل بعض الخيطين عن بعضهما. والحرير المصَنَّع من المزدوجات ذوات المظهر المعقد أو المفتول، ويستخدم المزدوج كمادة مالئة في صناعة قماش الشَّنْتُونج وباقي المنسوجات الخشنة.

الحرير المغزول: لايمكن لف جميع الحرير وقذفه تمهيدًا لعملية النسيج. وعندما تقوم العثة بثقب شرنقتها، فإنها تقوم بتقطيع خيط الحرير الطويل إلى خيوط عديدة وقصيرة، وبالتالي، فإن هذه الشرنقات المتقطعة وبدايات ونهايات الشرانق الملفوفة تمثل الحرير المفقود ويتم غزل الحرير المفقود إلى خيط حريري مغزول يُستخدم إضافات لبعض الأقمشة الحريرية والصوفية والقطنية.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق