فقد نجح المتظاهرون أمام عشرات مقرات الجهاز في استخراج بعض هذه الوثائق من حلق الجهاز قبل ابتلاعها وحرقها ، ليكتشفوا كما هائلا من الفضائح والكوارث التي تؤكد أنه لم يعد جهازا لحماية المصريين وإنما تحول الي جهاز بطش وتنصت وتشويه سمعة شرفاء وإهدار كرامة المصريين لصالح حفنة من الجالسين علي مقاعد السلطة .
عشرات المواقع والمدونات ومجموعات الفيس بوك شرعت – برغم دعوة الجيش تسليمها له - في نشر مقتطفات من هذه الوثائق التي تفضح أنشطة مشبوهة وغريبة للجهاز وأعمال تجسس وتنصت ، بخلاف شرائط التعذيب والشرائط الجنسية ، يقوم بها أفراد هذا الجهاز الذين وجد المتظاهرون كلا منهم يضع مصحفا في سيارته (!) ، ما ينم عن خلل وشيزوفرينيا تحتاج للعلاج قبل محاكمتهم .
القائمة تطول وما جري الكشف عنه ليس سوي جزء مما قال النشطاء إنهم عثروا عليه ، وما أنقذوه من أيدي المفارم والمحارق التي أشعلها ضباط الجهاز لإخفاء جرائمهم ، وتتضمن جرائم تعذيب وتعدٍ والتورط في خلق فتن بين المصريين وتجنيد أطياف مختلفة من المصريين للتجسس علي بعضهم البعض ، والتهديد بشرائط وتسجيلات جنسية لضمان الولاء وامتهان الكرامة ، وتجسس وتنصت وتزوير انتخابات ودعم مسلسل التوريث و.. و.. إلخ .
وما أن تكتب عبارة (أمن الدولة) أو (وثائق أمن الدولة) علي فيس بوك حتي تظهر لك عشرات الصفحات التي تنشر العديد من الوثائق والتعليقات عليها ، ما دعا البعض لتجميع هذه الوثائق في مجموعة واحدة علي غرار موقع ويكيليكس أسموها ( Amn Dawla Leaks ) أو "فضائح وتسريبات أمن الدولة".
ومع هذا غلب الحس الوطني علي الشباب الذي أوصوا بعضهم البعض علي عدم نشر تلك الوثائق التى تتعلق بالأمن القومي "مش هاننشر هنا أى وثيقة ممكن تضر بلدنا" ، وطلبوا من الأعضاء في هذه الحالة تسليم الوثائق بشكل مباشر إلى الجيش أو النيابة العامة أو النائب العام.
وفور نشر موقع (راصد) تفاصيل عما قال إنه تورط أمن الدولة في تسليم السيدة وفاء قسطنطين المسيحية التي تردد أنها أسلمت ، بالقوة ، للكنيسة ، حتي تم حذف هذه الوثائق ، وقال "راصد" إنه وصلته معلومات من ضابط شريف أن هذه وثائق مدسوسة وتركت عمدا في المقرات لإثارة الفتنة بين الشعب وإفشال الثورة!
تجسس وتنصت علي الصحفيين
لأن الصحفيين والاعلاميين هم أصحاب الرأي المؤثر في المجتمع ، فقد حظي عدد كبير منهم بملفات عديدة داخل مقار أمن الدولة تكشف تعاون البعض منهم مع الجهاز أو عداءه لهم والتنصت والتجسس عليهم .
حيث وجد المحتجون الذين اقتحموا مقار أمن الدولة وثائق وملفات تتعلق بمذيعي الفضائيات المشهورين مثل محمود سعد ومني الشاذلي وعمرو الليثي ، بخلاف رؤساء تحرير صحف مثل رئيس تحرير صحيفة خاصة كبرى ، كما وجدوا مستندات كاملة تتضمن إيميلات العديد من الصحفيين والصحف والباس وورد الخاص بهم !.. ومستندات مليئة بإيميلات وكلمات سر المصريين فيه فولدر كبير لإيميلات الياهو ، ما يؤكد أنهم كانوا مشغولين بمراقبة تليفونات وإيميلات الجميع، وكذا صور ومستندات لإعلاميين وصحفيين وسياسيين يدعون البطولة تفضح جرائمهم وتعاونهم مع أمن الدولة، وقال النشطاء إنه سيتم تسليمها للجهات المختصة ولم يتم نشر الكثير منها بعد .
وتم العثورعلى وثائق معنونة بـ (أبرز ما تم رصده علي عناوين البريد الالكتروني المخترق) من داخل أمن الدولة ، ومستندات تسجل جميع تفاصيل برامج التوك شو علي كل القنوات وتسجل جميع المتصلين وأسماءهم (!).. بجانب ملفات خاصة بموضوعات صحفية للصحفيين وملفات للصحفيين عموما والصحف وملفات تشير الى طلبات من الجهاز بقطع خدمة الانترنت عن بعض الناشطين في مواعيد بعينها ، وملفات بتفريغ مكالمات تليفونية بين مواطنين ونشطاء .
وتضمنت وثيقة نشرها الجهاز تفاصيل عن علاقة رئيس تحرير صحيفة خاصة كبرى بهشام طلعت مصطفي وأن الأخير باعه وحدة سكنية فى (النيل بلازا) بنصف ثمنها. وتقول الوثيقة إن شقيقة هشام طلعت مصطفى "اشتكت أكثر من مرة لهشام خلال زيارتها له من تجاهل رئيس التحرير لاتصالاتها به ، وهو ما دفع هشام الى أن يكشف سر هذه الفيللا كنوع من "المعايرة".
ومن الطرائف أيضا نشر ملفات تجسس في مدينة نصر على صحيفة المصريون الالكترونية، تتضمن جميع عناوين البريد الالكتروني التي تستخدمها الصحيفة وكتابها ومحرريها وكلمات السر الخاصة أحيانا .
الضغط علي الفضائيات
وأشارت إحدي مذكرات أمن الدولة التي عثر عليها لاتصالات جرت مع أصحاب قناة أزهري الفضائية لإبلاغهم بضرورة منع استضافة الداعية عمرو خالد في القناة ، وأنهم اتصلوا بالمذيع محمود سعد والتنبيه عليه بعدم استضافة عمرو خالد في برنامجه علي قناة أزهري وأنه امتثل للأمر وقال إنه لم يكن يعلم أن "خالد" محظور ظهوره في قنوات فضائية مصرية .
ووثيقة تتحدث عن رفض الصحفي عمرو الليثي إظهار ايمن نور في برنامجه (واحد من الناس) بعدما طلب منه نور ذلك ، وإشادة من جهاز أمن الدولة بالليثي الذي وصفوه بأنه "من العناصر الاعلامية المتعاونة مع الادارة في إطار حسن العلاقة"
كما تبين أن هناك طلبات لعمل ملفات عن عدد من إعلاميي الفضائيات الخاصة مثل المذيعة مني الشاذلي مقدمة برنامج العاشرة مساء علي قناة دريم ، وتقرير عن (حالة قناة دريم) والتعاون بين رئيسها رجل الاعمال أحمد بهجت ورجل الاعمال السعودي محمد القزاز المشارك فيها .
وكشفت وثيقة أمنية أن جهاز أمن الدولة كان يتنصت على المكالمات الهاتفية لأعضاء وقيادات الجمعية الوطنية للتغيير والحركات الاحتجاجية، بالإضافة إلى الدكتور كمال الجنزورى، رئيس الوزراء الأسبق، وأقرباء الدكتور محمد البرادعى الحائز على جائزة نوبل.
نشر شائعات حل الجهاز ليبقي !
وتكشف وثيقة لـ "الإدارة العامة للنشاط الداخلي" ، عبارة عن مذكرة للعرض علي رئيس جهاز أمن الدولة ، عن خطة التعامل مع الحملة الشعبية والاعلامية المطالبة بحل جهاز أمن الدولة حيث تقترح بالنص : "الإعلان عن حل جهاز مباحث أمن الدولة بشكل صوري وإعلامي والإعلان عن أن هذا في إطار تغييره " بهدف "امتصاص الدعاوي الإثارية والمناهضة في هذا الشأن " !
كما تقترح الخطة تغيير اسم الجهاز ليسمي ( جهاز الأمن الداخلي) أو (جهاز المعلومات الأمنية) أو (جهاز الأمن الوطني) !.
بخلاف طلب أمن الدولة من وسائل الاعلام بأن تعمل علي بث الإشاعات عبر جميع وسائلها وتدعي بوجود أعمال سلب ونهب، وذلك عن طريق الاتصال من قبل عناصر نسائية هاتفيا وقيامهن بالبكاء لبث حالة الهلع عند المواطنين عبر التليفزيون الحكومي ، أي تمثيل في تمثيل !
وتضمنت الوثائق وثيقة تتضمن توصيات أمن الدولة لإثارة الشائعات والفتن وأعمال السلب والنهب من ضمنها بث إشاعات للفضائيات الخارجية ثم نفيها من الاعلام المحلي لزرع المصداقية فيه وتشويه سمعة الفضائيات الخارجية ونشر شائعات عن أعمال سلب ونهب وهروب مساجين ومهاجمة مناطق سكنية وإفساح المجال للبلطجية .
عدد المعتقلين الحقيقي
وكشفت وثيقة أخري بتاريخ 14/8/ 2003 عن أن عدد المعتقلين الاجمالي بلغ 9413 بخلاف 227 محبوسا احتياطيا علي ذمة النيابة العامة ، و511 إجمالي المحكوم عليهم .
وفي هذا الإطار كشفت وثائق عن وجود سجون سرية فى أمن الدولة ويوجد سجناء منذ مايقرب من 14 عاما .
اختراق البريد الالكتروني
وتحت عنوان (أبرز ما تم رصده عبر البريد الالكتروني المخترق ) ، بينت وثيقة أخري أن الجهاز مهتم بدعاوي الثوار الشباب التي تطالب بتنحي الرئيس مبارك وحل مجلسي الشعب والشوري وإنهاء حالة الطوارئ وحرية تكوين الأحزاب والجمعيات ومحاكمة المتهمين بقتل شهداء الثورة .
مسلسل الجماعة
ومن الأمور العجيبة الغريبة التي شاهدها شهود عيان داخل مقر أمن الدولة بمدينة نصر كان الأسكريبت الكامل لمسلسل (الجماعة) الذي اذيع في رمضان الماضي بهدف تشويه صورة جماعة الاخوان المسلمين ، وصور فوتوغرافيا للمسلسل ، ما دعا شبان للتعليق علي فيس بوك قائلين (: موش بعيد يكون المسلسل اتصور في مقر أمن الدولة يعني عملوا الديكورات داخل المقر لأن الأكيد إن المسلسل اتكتب داخل أحد المكاتب وبإشراف رئيس الجهاز ومسئول ملف الاخوان يعني وحيد حامد ومحمد ياسين كانوا خدما للجهاز)
التجسس علي السياسيين
وترصد عدة وثائق تجسس أمن الدولة على تليفونات رؤساء الاحزاب ونواب الإخوان والمعارضة، وترصد إحداها بالتفصيل التجسس علي مكالمة هاتفية بين الدكتور يحيى القزاز، الأستاذ بجامعة حلوان والقيادى بحركة 9 مارس، لاستقلال الجامعات مع الدكتور محمد عبد الجواد، الأستاذ بجامعة القاهرة والقيادى بنفس الحركة ، والتنصت علي عناصر الجمعية الوطنية للتغيير، والدكتور محمد البرادعى ونشاط الجمعية .
وترصد الوثيقة تنصت جهاز أمن الدولة على مكالمة هاتفية بين الدكتورة منى البرادعى، شقيقة الدكتور محمد البرادعى، ونجلها أحمد إسماعيل شكرى، حيث ترصد اعتزام الأخير خوض انتخابات مجلس الشعب عن دائرة شربين، ومفاتحته لعمه أحمد شكرى، والذى رحب وأعلن استعداده لدعمه بمبلغ 250 ألف جنيه لبدء الدعاية الانتخابية.
وتشير الوثيقة إلى مخطط يعتزم أمن الدولة تنفيذه للتشهير بقيادات الجمعية الوطنية للتغيير، من خلال الاعتماد على الاتهامات التى تتناول العلاقات الشخصية.
التجسس علي المفتي
الأغرب أن إحدي الوثائق التي وجدت داخل أمن الدولة تكشف فضيحة تجسس الجهاز على مفتى الجمهورية على جمعة واتهامه بتعدد زيجاته بصورة سرية !..وقد استفاضت الوثيقة فى شرح تفاصيل ما زعمت انها زيجات المفتى.
حريق جهاز المحاسبات
وهناك معلومات تحدث عنها بعض الشباب وذكرها الكاتب بلال فضل في برنامج العاشرة مساء ، تشير إلي أن حريق الجهاز المركزى للمحاسبات الذي طلب بعده الدكتور الملط غلق الجهاز وحماية الجيش له ، كان نتيجة استعداد الجهاز لتقديم قائمة بثروات ضباط جهاز أمن الدولة للنائب العام ، وأخري تتحدث عن أن أمن الدولة كان يأخذ إتاوات حتى من معاهد الأورام .
كما تتضمن الوثائق تفاصيل تحركات الرئيس مبارك وقرينته ومن سيلتقي والتوقيت والتفاصيل مع التأكيد علي التأمين وأن هناك دفاتر يوميات بتحركات كبار المسئولين بالدولة وكذا المسئولين الذين يزورون مصر وأماكن إقامتهم ومتي يغادرون وتفاصيل لقاءاتهم .
ابتزاز جنسي
وعثر المحتجون داخل مقر أمن الدولة بمدينة نصرعلي شرائط فيديو ممزقة ٌالوا إنها غالبا شرائط تعذيب للمعتقلين ، منها شريط فيديو سليم مكتوب عليه (شريط جنسي بين إحدي السيدات من الاسرة الحاكمة في الكويت مع رجل أعمال مصري بأحد فنادق الاسكندرية يرجع لعام 2002 ) !
وأنهم اكتشفوا أيضا تسجيلات لأزواج وزوجات داخل غرف نومهم ، بغرض ابتزاز شخصيات معينة ودفعها للتعاون مع الجهاز قهرا وإمتهانا لكرامتهم .
تزوير الانتخابات
وتضمنت الوثائق تنويها لأوامر مباشرة من الرئيس السابق مبارك لأنس الفقي وزير الاعلام السابق بأن يتم إنجاح عضو الحزب الوطني حسام بدراوي في انتخابات 2005 ، وتعليمات أخري بفتح النار علي الدكتور نعمان جمعة رئيس حزب الوفد السابق عبر مجلة وصحيفة روز اليوسف وحذف جزء من حديثه للتليفزيون لأنه انتقد الرئيس مبارك ونجله جمال .
وتقارير كاملة عن كيفية تزوير الانتخابات ومقترحات لدعم مرشحي الحزب الوطني وإسقاط المعارضين.
ووثيقة أخري تشير لموافقة (جمعية المصراوية لحقوق الانسان) علي طلب أن تدعم حملة لصالح ترشيح جمال مبارك للرئاسة .
وكتب العديد من النشطاء علي حسابهم علي موقع فيس بوك تفاصيل مراسلات أخري مع زملائهم المقتحمين لمقرات أمن الدولة منها : (عاجل: المقتحمون يخرجون من غرف ضباط أمن الدولة جهاز للتعذيب باستخدام التيار الكهربائي) و(أنا فى أمن الدوله دلوقتى .. ولقيت كل الحاجات اللى اتسرقت من كارفور !! إخي يا ولاد .. ) !
وكتب أحد مقتحمي أمن الدولة يقول ساخرا من الصورة التي وضعوها علي الملف الخاص به : الصورة اللي مصورينها لي في الملف بتاعي ده تنفع فيسبوك بروفايل بيكتشر، والله بتوع أمن الدولة دول بيفهموا، فيما كتبت الناشطة من حركة 6 أبريل إسراء عبد الفتاح تقول (لقيت حوالي عشر ورقات من ملفي تحيا مصر ) .
وقال نشطاء إنهم عثروا ضمن الملفات على ملف للرئيس المخلوع مبارك ومحاولات اغتياله من أديس أبابا وبورسعيد وغيرها ، كما وجدوا ملفا بمراسلات بين أمن الدولة وعملائها داخل جماعة الإخوان وورقا حول تعاون جهاز المخابرات الأمريكية سي أي إيه في اختيار حكومة العراق ، وملفات لرؤساء الأحزاب السياسية وملف صور لميدان التحرير يحتوي على صور حديثة آخرها أمس .
كما عثروا في المقر الرئيسي للجهاز بمدينة نصر على ملفات الشهيد خالد سعيد والشيخ يوسف القرضاوي, والإعلامي أحمد منصور, والصحفي مصطفى بكري ومرتضى منصور والليبية عائشة القذافي, وكنيسة القديسين، وحماس، والأقباط، والعنف الطائفي. وتسجيلات لجورج إسحاق .
وقالوا إن تدخل الجهاز وصل– وفق الوثائق المنشورة- إلى حد ارتكاب جرائم تفجير دور العبادة واختيار القضاة وتوزيعهم على الدوائر الانتخابية البرلمانية، والاجتماع بالقضاة الذين يتولون قضايا يتهم فيها معارضون لتحديد الحكم قبل جلسة النطق بالحكم ومحاولة ابتزازهم بوسائل رخيصة، والتدخل في مجال الإعلام لمنع بعض الضيوف من معارضي النظام على برامج التوك شو، فضلا عن دفع شخصيات على التنصت على شخصيات أخرى وكتابة تقارير عنهم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق