السبت، ٢٠ فبراير ٢٠١٠

مصر في القرآن والسنة

http://www.africantravelinc.com/AboutATI/images/egypt_map.gif


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد ورد ذكر مصر في القرآن الكريم في عدة مواضع، منها قول الله تعالى في سورة يوسف: وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ

لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَاللّهُ

غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ [يوسف:21]، وقوله تعالى: فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ

ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللّهُ آمِنِينَ [يوسف:99]، وقوله تعالى: وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ

وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ [الزخرف:51]، أما قوله تعالى: اهْبِطُواْ مِصْراً [البقرة:61]، فقد اختلف

العلماء في معناه، فذهب بعضهم إلى أن المقصود اهبطوا مصراً من تلك الأمصار، قال القرطبي: قال مجاهد وغيره: فمن

صرفها أراد مصراً من الأمصار غير معين، وروى عكرمة عن ابن عباس في قوله (اهبطوا مصراً) قال: مصراً من

الأمصار.

ومن أدلتهم أن ظاهر القرآن دل على أن الله أمرهم بدخول القرية وقد كانت إقامتهم بعد فترة التيه ببلاد الشام، وذهب

آخرون إلى أن المقصود بمصر في هذه الآية مصر فرعون وهي مصر الموجودة الآن، ودليلهم على ذلك ما ورد في

القرآن من أن الله أورث بني إسرائيل ديار آل فرعون وآثارهم كما استدلوا بقراءة من قرأ (اهبطو مصر) بترك التنوين

على أنها غير مصروفة، وقالوا: هي مصر فرعون، قال القرطبي: قال أشهب: قال لي مالك: هي عندي مصر قريتك

مسكن فرعون، ذكره ابن عطية. انتهى، هذه هي المواضع التي ورد فيها ذكر مصر في القرآن، وراجع الفتوى رقم:

37538.

من فضائل مصر أن الله عز وجل ذكرها في كتابه العزيز في أربعة وعشرين موضعا خمسة منها بصريح اللفظ وتسعة عشر ما دلت عليه القرائن والتفاسير فأما صريح اللفظ فمنه قوله تعالى في سورة البقرة(وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَآؤُوْاْ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ )


وقوله تعالي في سورة يونس( وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُواْ بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ )
وقوله تعالي في سورة يوسف( وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ )
وقوله تعالي في سورة يوسف ايضا(فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللّهُ آمِنِينَ )


وقوله تعالي في سورة الزخرف( ونادى فرعون في قومه قال يا قوم اليس لي ملك مصر وهذه الانهار تجري من تحتي افلا تبصرون ).....................


وأما ما دلت عليه القرائن فمنه قوله عز وجل( ولقد بوأنا بني إسرائيل مبوأ صدق وقوله عز وجل وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين) قال ابن عباس وسعيد بن المسيب ووهب بن منبه وغيرهم هي مصر وقوله تعالى( فأخرجناهم من جنات وعيون وكنوز ومقام كريم) وقوله تعالى (وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها) يعني مصر وقوله تعالى (كم تركوا من جنات وعيون وزروع ومقام كريم ونعمة كانوا فيها فاكهين كذلك وأورثناها قوما آخرين) يعني قوم فرعون وأن بني إسرائيل أورثوا مصر وقوله تعالى (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الأرض ونرى فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون) وقوله عز وجل مخبرا عن نبيه موسى عليه السلام( يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين) وقوله عز وجل مخبرا عن فرعون( يا قوم لكم الملك اليوم ظاهرين في الأرض) وقوله عز وجل( وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون) وقوله تعالى مخبرا عن فرعون (أتذر موسى وقومه ليفسدوا في الأرض ويذرك وآلهتك) يعني أرض مصر وقوله تعالى مخبرا عن نبيه يوسف عليه السلام( اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم )وقوله تعالى( وكذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء نصيب برحمتنا من نشاء) وقوله تعالى مخبرا عن بني إسرائيل( ربنا إنك آتيت فرعون وملأه زينة وأموالا في الحياة الدنيا) وقوله تعالى مخبرا عن نبيه موسى عليه السلام( عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض) وقوله تعالى( أو أن يظهر في الأرض الفساد) يعني مصر وقوله تعالى (وجاء رجل من أقصى المدينة يسعى) وقوله عز وجل (إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا )وقوله تعالى مخبرا عن ابن يعقوب عليه السلام( فلن أبرح الأرض) يعني أرض مصر وقوله تعالى( إن تريد إلا أن تكون جبارا في الارض)(مصر).........


حدد المؤرخون تاريخ مصر الإسلامية من عام 21هـ 641م وحتى 1517م بنهاية دولة المماليك وتحويل مصر إلى إمارة عثمانية .
ويقسم هذا التاريخ إلى ثلاثة حلقات ، لكل حلقة منها طابعها المميز مع وجود صلات قوية تربط بينها جميعاً .

أولا ً: عصر الولاة والطولونيين والإخشيد:
وتبدأ مع فتح عمرو بن العاص لمصر عام 641م فى عصر الخلفاء الراشدين وحتى قيام الدولة الفاطمية 969م. ويتميز هذا العصر بإنتشار الإسلام فى مصر انتشاراً هادئا وكذلك تقريب مصر من جهة ثانية وتبعية مصر فى صورة أو أخرى للخلافة الإسلامية فى المدينة المنورة أو فى دمشق أو فى بغداد. وأن كان أحمد بن طولون ومحمد بن طغج الاخشيد قد إستقالا عن الخليفة العباسى فى بغداد إلا أن التبعية ظلت سائدة فى خلال هاتين الدولتين الطولونية والاخشيدية.




ثانياً: عصر الدولة الفاطمية:
وتبدأ بدخول الفاطميين الى مصر عام 969م على يد القائد جوهر الصقلى وانشائه مدينة القاهرة ، حيث بدت مصر مستقلة تماماً عن أية سلطة خارجية وأصبحت مصر مقر الخلافة تدين بالمذهب الشيعى ، وشهدت مصر مؤسسات دينية وعلمية وظهور العداء الصريح بين خلافتى القاهرة الفاطمية وبغداد العباسية شهدت صدام مسلح على أرض الشام وزاد أرتباط مصر بالمغرب أصل الفاطميين .




ثالثا : عصر الأيوبيين والمماليك :
وتبدأ بعصر صلاح الدين الأيوبي 1171م وحتى دخول العثمانيين مصر عام 1517م . وقد زاد انتشار المذهب السنى بعد سقوط الفاطميين وامتاز هذا العصر بنمو مكانة مصر سياسياً وحضارياً ودينياً وعلمياً وتجارياً لإنفتاح مصر على الغرب المسيحى بعد الحملات الصليبية . فأطفت على مصر القوة والهيبة .
وقد أصبحت القاهرة قبلة السفراء والمبعوثين من الشرق والغرب من داخل العالم الاسلامى وخارجه .
وخلال هذه العصور حرص حكام مصر على ربط مصر بالشام بوصف الشام مدخل مصر الشرقى للغزوات التى تهدد مصر.

وقيل فى مصر

حََاوَلْتُ أُدْرِكُ سِرَّ مِصْرَ , وَنِيْلَهَا
فَاحْتَرْتُ فِيْ أَمْرِيْ , وَتَاهَ دَلِيْلِي
إِنْ غِبْتُ عَنْهَا . لاَ تُفَارِق مُهْجَتِيْ
حَتَّىَ أَعُوْدَ إِلَىَ ضِفَافِ النِّيلِ
فَإِذَا أَتَيْتُ , فَمَا أُقَاوِمُ سِحْرَهَا
وَتَخِرُّ أَرْبَعَتِيْ مِنَ التَّبْجِيْلِ
قَارَنْتُ مِصْرَ بِغَيْرِهَا , فَتَدَلَّلَتْ

وَعَجِزْتُ أَنْ أَحْظَىَ لَهَا بِمَثِيْلِ
مَا السِّرُّ مِصْرُ ؟ فَمَنْ سِوَاكِ لِعَثْرَتِيْ
هَلْ مِنْ سَبِيْلٍ فِيْ شِفَاءِ غَلِيْلِيْ ؟
لَكِ مِنْ إِبَاءِ الشَّامِخَاتِ إِلِىَ العُلاَ
فِيْ كُلِّ حَقْلٍ مُثْبَتٍ بِدَلِيْلِ
هَذِيْ الْحَضَارَةُ مُعْجِزَاتٌ فيِ الوَرَىَ
عَقِمَ الزَّمَانُ بِمِثْلِهَا كَبَدِيْلِ
رَفَعَ الإِلَهُ مَقَامَهَا , وَأَجَلَّهُ
فِيْ الذِّكْرِ , وَالتَّوْرَاةِ , وَالإِنْجِيْلِ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق