الأربعاء، ٢٤ فبراير ٢٠١٠

جريدة المصري اليوم 24-2-2010

أستاذ فى «طب عين شمس» يروى تفاصيل إصابة رضيعه بالشلل داخل مستشفى خاص بسبب الإهمال

كتب فاطمة أبوشنب ٢٤/ ٢/ ٢٠١٠

«٢٠ شهراً».. هو عمر الطفل حسين.. تعرض لجريمة فى اليوم التالى لولادته لا ذنب له فيها.. الممرضة التى كانت تتولى رعايته تسببت فى سقوطه على الأرض الصلبة.. خشيت من إبلاغ الطبيب تركته ينزف حتى أصيب بشلل.. اكتشف الأطباء أن الطفل ارتطم بجسم صلب. أبلغ الأب رجال المباحث، وكشفت التحقيقات التى جرت برئاسة إبراهيم صالح رئيس نيابة مصر الجديدة، أن الممرضة حاصلة على دبلوم صنايع.. وأن إدارة المستشفى الخاص اتصلت بطبيبين للحضور لإنقاذ الضحية إلا أنهما لم يحضرا.. قرر النائب العام إحالة الممرضة والطبيبين إلى المحاكمة الجنائية، وتحدد جلسة ٢٨ فبراير الجارى لبدء محاكمتهم.

بالرغم من أن الأب طبيب مشهور فى نفس المستشفى الذى وقع فيه الحادث فإن ذلك لم يحل دون تعرض رضيعه للحادث، لم يتخيل الأب أنه سيكون ضحية الإهمال الطبى، حكى الأب الطبيب حاتم الجمل أستاذ أمراض النساء والتوليد بجامعة عين شمس تفاصيل الواقعة لـ«المصرى اليوم» فى السطور التالية:

داخل مستشفى خاص بالقاهرة وبالتحديد فى يوم ٧ يونيو ٢٠٠٨ فى الثانية ونصف ظهراً، كانت الزوجة قد وضعت رضيعه مكتملاً وخالياً من العيوب، وفى حالة صحية جيدة، وفى اليوم التالى تسلمته الممرضة «سارة خلف محمد» بقسم الأطفال لتنظيفه وإعادته لغرفة والدته، وفى حوالى الثامنة مساء قالت إن الطفل نائم - هكذا يحكى الأب – توجهت إليه وشاهدته نائما دون حركة ولونه قرب على الإصفرار، ولم أشك وقتها أن مكروهاً قد أصابه.. أخذوه إلى قسم الأطفال، حيث ساءت حالته وتبين وجود مشكلة بالرأس تستلزم إجراء أشعة مقطعية فوراً، وكان الطفل فى حالة غيبوبة كاملة فتم وضعه على جهاز تنفس صناعى واستدعت حالته مناظرته من أحد استشارى الأطفال.

اتصل والده بالأطباء العاملين بالمستشفى وطلب حضورهم لإسعافه إلا أنهم امتنعوا عن الحضور، وقاموا بوصف العلاج عبر الهاتف وظل الطفل على هذه الحالة حتى صباح اليوم التالى حتى حضر استشارى جراحه المخ والأعصاب وبفحص الأشعة التى أجريت على الطفل وقرر بوجود نزيف حاد فى المخ، وأنه نتج عن إصابة مباشرة بالرأس ويجب إجراء جراحه له فوراً، وعند قص شعر الطفل تمهيداً لإجراء العملية اتضحت آثار إصابة مباشرة بالرأس نتيجة ارتطامه بجسم صلب وأجريت له الجراحة، ودخل فى غيبوبة بعدها لمدة ١٨ يوما»،

وبعد إفاقته سافر والده به إلى فرنسا وعرضه على كبار الأطباء وقرروا أن الطفل أصيب بعاهة مستديمة وشلل رباعى، وعاد الأب إلى القاهرة وتابع التحقيقات التى أجراها أحمد الشاذلى وكيل أول النيابة، ومن خلال أقوال الدكتور ممدوح الهادى المفتش بالإدارة المركزية للمؤسسات العلاجية غير الحكومية والمرخصة بوزارة الصحة، أكد أنه بإجراء التفتيش على المستشفى تبين له وجود عدد من الأخطاء به تتمثل فى أن العاملين بجناح الأطفال غير مؤهلين للعمل بقسم حديثى الولادة وعدم اتباع معايير الجودة فى إدارة المعلومات بالمستشفى، وأن وضع الحضانات بها مخالف للبروتوكول المتبع فى قسم الأطفال المبتسرين.

ثبت من التحقيقات أن المسؤول عن إصابة الطفل الممرضة سارة خلف والطبيبان علاء الدين عبد الحى، أستاذ جراحة المخ والأعصاب بطب عين شمس، وأحمد عبد المنعم، استشارى طب الأطفال، لتسببهم فى إصابة الطفل نتيجة إهمالهم وعدم احترازهم وإخلالهم إخلالاً جسيماً بما تفرضه عليهم أصول مهنتهم، والتى نشأ عنها إصابته بعاهة مستديمة عبارة عن استقصاء بالمخ وضمور به والتحام مبكر لبعض فوالق عظام الجمجمة وشلل دماغى وتشنجات عضلية عصبية بالأطراف وعدم القدرة على الحركة، وأن الحالة الراهنة للطفل هى ضمور شديد بالفص الأيسر قد تخلف عنها تأثر كل الوظائف العليا للمخ من حركة أو جلوس أو وقوف أو مشى أو كلام أو متابعة أو انتباة للأصوات.

وقال الطبيب علاء عبدالحى «المتهم» فى التحقيقات أنه بالكشف الطبى على الطفل تبين إصابته بنزيف ووجود تجمع دموى بالمخ من الناحيه اليسرى، ويحتاج إلى جراحة إزالة ذلك، وأضاف أن تلك الحالة يحتمل حدوثها لسببين الأول نتيجة عيب فى تكوين الدم أو إصابة مباشره للرأس، وأنه لايستطيع الجزم بأى من الحالتين، وأنه قام بإجراء الجراحة للطفل، وأثناء إزالة شعر رأس الطفل تبين وجود بقع دمويه أسفل الجلد من الناحية اليسرى، وأنه لايستطيع الجزم بسبب حدوثها.

بينما قال الطبيب أحمد عبدالمنعم أستاذ ورئيس قسم الأطفال «المتهم» إن الطفل حال ولادته كان بحالة طبيعية جداً إلا أنه فوجئ بإخطاره فى اليوم التالى ولونه أصفر، وبالكشف الطبى عليه بمعرفة الدكتور مصطفى عبد العظيم وجد عنده نزيفاً بالحبل السرى وتبين سيولة فى دمه. بينما أنكرت الممرضة سارة فى التحقيقات واقعة سقوط الطفل أو إصابته منها.

أما الدكتور عصام محمد خاطر، استشارى أمراض النساء والتوليد فأكد فى التحقيقات أنه أجرى ولادة قيصرية لوالدة الطفل، وأنجبت طفلاً مكتمل النمو وفى حالة طبيعية سليمة، وأنه لا يستطيع الجزم بسبب النزيف، وأن الطبيب علاء عبد الحى استاء من حالته عند إجراء العملية، إذ قرر له أن الأرجح هو إصابة الطفل إصابة مباشرة بالرأس، بدليل وجود إصابات خارجية بالرأس، وتحت الأبط والصدر وأنه فى حالة وجود عيب أو مرض فى الدم يؤدى إلى سرعة النزف لابد أن يظهر فى الساعات الأولى بعد الولادة، وليس بعد أكثر من ٣٠ ساعة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق