الأربعاء، ٢٠ يوليو ٢٠١١

عبقرية الحضارة النوبية




عبقرية الحضارة النوبية

عند الحديث عن بلاد النوبة يقصد بذلك حاليا المنطقة الممتدة بين أسوان شمالا حتى مدينة الدبة قرب الجندل الرابع جنوبا داخل السودان. وكانت الكتابات المصرية القديمة تطلق عليها اسم " تاستي " بمعنى أرض القوس أي السلاح الذي كان يستخدمه أهلها.

ومع أن العلماء لم يتفقوا على جذور التسمية إلا أن هناك ميلا الى القول بأنها قد تكون مشتقة من الكلمة المصرية "نبو" التي تعني "ذهب" الذي اشتهرت المنطقة باستخراجه.

جغرافيا، يتم التمييز بين بلاد النوبة السفلى أي المصرية الواقعة بن الجندلين او الشلالين الأول والثاني والتي أطلق عليها المصريون القدامى اسم " واوت" ، وبين النوبة العليا أي السودانية الممتدة الى الجنوب من الجندل الثاني او الشلال الثاني حتى تخوم الخرطوم والتي كان يطلق عليها أسم " كوش".

ونظرا لكون هذه المنطقة كانت حلقة وصل بين الشمال والجنوب، ومنطقة عبور عبر نهر النيل، فإنها اكتست أهمية بالغة من الناحيتين العسكرية والتجارية منذ غابر الأزمان مما جعل أهلها يختلطون بمختلف الحضارات التي عمرت المنطقة من فرعونية الى رومانية ويونانية قبل انشتار المسيحية وانتهاء باستقرار الإسلام.

الحضارة النوبية سبقت نظيرتها الفرعونية بما يقرب 2000 عام مستشهدا فى ذلك بالاكتشاف الذى تم فى منطقة تبعد مسافة 100 كيلو متر غرب ابو سمبل وهو باسم "نبتة بلايا" ويتحدث هذا الاكتشاف الذى تم عام 74 عن عظمة الحضارة النوبية حيث يظهر مدى براعة النوبيين فى اختراع علم الفلك والبوصلة وايضا حساب معدلات سقوط الامطار والتنبؤ بموسم الصيف والشتاء.

ويعتبر سكان جزيرة إيلفنتين من النوبيين أنهم هم السكان الأصليون في الجزيرة، ولا تزال فوق الجزيرة حتى اليوم قرية نوبية تحافظ على العادات والعمران والثقافة النوبية.


وان فى تلك المنطقة ايضا تم العثور على عظام حيوانات مذبوحة بطريقة خاصة مما يعنى ممارسة اهل النوبة لشعائر وطقوس دينية معينة فى تلك الفترة ناهيك عن وجود ما يقرب من 15 اثر لبيوت وهذا معناه ان هؤلاء القوم اخترعوا الطرقات والشوارع قبل ان يعرفها الرومان ويتباهوا بها، واختتمت الندوة بتقديم نغمات ورقصات من التراث النوبى .





وعندما إزدهرت في مصر حضارات ما قبل الأُسر . ووُجدت عدة قبور في أماكن مختلفة في بلاد النوبة تمثل ثقافة لم تُعرف هناك من قبل يبتدئ تأريخها عام 3100 ق.م ، وسماها الذين قاموا بإكتشافها " حضارة المجموعة الأُولي " ، ومن الأواني الفخارية والأدوات النحاسية التي وُجدت في هذه القبور التي أُستوردت من مصر ، يتضح أنها تعاصر الأُسر المصرية الأُولى ، وينتمي منشئو هذه الحضارة إلي جنس البحر الأبيض المتوسط . ويقول بعض العلماء أن حضارة أُخري تُعرف" بحضارة المجموعة الثانية " تلت ثقافة المجموعة الأُولي وأغلب الظن أن العلاقات السياسية بين مصر والسودان بدأت في عهدهم أمـا في عهد الأُسرة السادسة فقد بيًنت النقوش أنه بدأت صفحة جديدة من تاريخ العلاقات التجارية بين السودان ومصر .









  • تشير الدلائل الأثرية من رسومات موجودة على بعض الصخور والأدوات التي عثر عليها إلى أن الإنسان عمر بلاد النوبة منذ العصر الحجري. وإذا كانت حضارة الخرطوم تؤرخ بحوالي ستة ألاف سنة قبل الميلاد ، فإن بعض الدلائل التي عثر عليها في موقع النبطة قرب أبو سمبل تشير الى ان المنطقة عرفت شواهد معمارية تعود الى حوالي 9 آلاف سنة قبل الميلاد.

    ويمكن القول أن بداية التاريخ بالمنطقة بدأت مع اختراع سكان المنطقة الشمالية لوادي النيل الكتابة وتمكنوا من إنشاء دولة موحدة بحكومة مركزية، وبعد أن جرى العرف بين العلماء على تدوين عصور مصر التاريخية وفقا لتسلسل الأسرات الملكية وهو النظام الذي وضعه المؤرخ المصري مانتيون في القرن الثالث قبل الميلاد.

    وهكذا نجد ان بلاد النوبة عرفت مراحل ازدهار وتقهقر، ومراحل هدوء وحروب تحت حكم الأسر المختلفة التي حكمت التاريخ القديم ما بين 2800 قبل الميلاد حتى قيام الدولة الحديثة في 1550 ق.م. كما انها عرفت في تلك المراحل وما تلاها اختلاطا بين سكان المنطقة وسكان قادمين من الشمال. وهذا الاختلاط ما زال واضح المعالم لحد اليوم.






    ليست هناك تعليقات:

    إرسال تعليق