الاثنين، ٢٠ سبتمبر ٢٠١٠

أرتخاء الصمام الميترالي


ارتخاء أو ارتجاع الصمام الميترالي أحد أمراض صمامات القلب، اكتشفه في منتصف عام 1960م طبيب من جنوب أفريقيا، وهو مرض شائع بين النساء أكثر من الرجال، كما يمكن أن يكون هذا العيب موجوداً منذ الولادة؛ حيث تلعب الجينات الوراثية دورا مهما في تكوينه.

ويحدث المرض بسبب طول وليونة وريقات الصمام الميترالي، وهذه الوريقات تتحرك إلى داخل الأذين الأيسر أثناء انقباض البطين الأيسر، وقد يكون الارتخاء شديدا مما يؤدي إلى ابتعاد الوريقات عن بعضها البعض بدل أن تكون متقابلة ومحكمة الإغلاق وهذا ما يسمى بالارتجاع.

وللحديث أكثر عن الصمام الميترالي، وعن المقصود بارتخاء الصمام الميترالي نبدأ أولا بالتعرف على ماهية الصمام الميترالي.

مم يتكون الصمام الميترالي؟

الصمام الميترالي بمثابة همزة الوصل بين الأذين الأيسر والبطين الأيسر، وهو يتكون من وريقتين أمامية وخلفية؛ متصلتين بحلقة الصمام من جهة، ومن جهة أخرى بأوتار تنتهي بعضلات حلمية تمنع انزلاق الوريقات أثناء انقباض القلب، مع العلم بأن الوريقة الأمامية أكبر من الوريقة الخلفية حجما وأكثر من الناحية الديناميكية أهمية، وتكون على اتصال من الناحية التشريحية بالصمام الأورطي وجذر الشريان الأورطي نفسه.

آلية حدوث ارتخاء الصمام الميترالي

تنشأهذه الحالة نتيجة عدم قدرة الصمام الميترالي على الانغلاق الكامل في فترة انقباض البطين الأيسر، مما يترتب عليه تسرب كمية من الدم عائدة من البطين الأيسر إلى الأذين الأيسر، وبالتالي قلة كمية الدم الاجمالية التي يضخها البطين الأيسر إلى الشريان الأورطي ومن ثم إلى الدورة الدموية الكبرى .

تشخيص ارتخاء الصمام الميترالي

يتم تشخيص الصمام الميترالي المرتخي عن طريق الفحص السريري الاكلينكي، بالإضافة إلى فحص القلب وصماماته بالموجات فوق الصوتية والدوبلر، ويمكن تأكيد التشخيص عن طريق:

الأشعة السينية للصدر والقلب، والتي يظهر فيها تضخم البطين الأيسر والأذين الأيسر.

تخطيط القلب الكهربائي.

الفحص الدوبلري للقلب، والذي يعتبر من أفضل وأهم الفحوص الطبية، فعن طريقه يتم معرفة حالة الصمام الميترالي بدقة، وكمية الارتجاع وحجم غرف القلب ووظائفه وخاصة البطين الأيسر، وهذا يمكن الطبيب المعالج من اختيار الوقت الملائم لأي تدخل لإصلاح الصمام أو تغييره.

القسطرة القلبية وقسطرة الشرايين التاجية: وهذا النوع من الفحص يحتاج إليه المريض الذي تجاوز الأربعين من العمر، وذلك حتى يتم استبعاد أمراض تصلب الشرايين التاجية وتضيقاتها، كذلك إذا كان الارتجاع الميترالي بسبب إحتشاء قلبي فإن قسطرة الشرايين التاجية تكون لازمة وذلك لتعيين مناطق الانسداد والتضيق في هذه الشرايين تمهيدا لاصلاحها.

أعراض ارتخاء الصمام الميترالي

تعتمد الأعراض المرضية على شدة الضيق والارتجاع، كذلك على وجود أمراض قلبية أخرى؛ فإذا كانت كمية الارتجاع بسيطة فالمريض هنا عادة لا يشكو من أعراض واضحة كثيرا، بل إن تشخيص هذه الحالات يكون قد تم بمحض الصدفة عن طريق الكشف الكلينيكي من أجل الحصول على وظيفة، أو لإجراء نوع من العمليات الجراحية.

أما في حالات الضيق المتوسط والشديد فإن المريض يعاني من أعراض عدة وخاصة عند القيام بمجهود عضلي، وأهم هذه الأعراض ما يلي:

آلام مبهمة بالصدر ولا علاقة لها بأي مجهود.

خفقان القلب، أي عدم انتظام ضربات القلب وينشأ عادة كنتيجة لتسارع نبضات القلب أو اختلال نظمه، وخاصة إذ حدثت حالة الارتجاف الأذيني، والتي هي إحدى المضاعفات المعروفة لمرض الصمام الميترالي.

فتور وخمول عام بالجسم، وتدني القدرة على بذل الجهد، ويحدث ذلك نتيجة نقص كمية الدم الذي يضخه البطين الأيسر إلى الشريان الأورطي والدورة الدموية.

نوبات حادة من ضيق في التنفس قد توقظ المريض من النوم، وخاصة إذا كانت حالة الارتجاع شديدة، وأداء البطين الأيسر لوظائفه الانقباضية متدنية فيحدث الاحتقان، وإذا كانت حالة تضيق الصمام شديدة فربما يحدث ضيق التنفس أثناء الراحة أيضا.

نوبات من الدوار والدوخة ناتجة عن نقص كمية الدم التي يستطيع القلب ضخها. السعال الذي غالبا ما يصاحب ضيق التنفس.

يشكو المريض في الحالات المزمنة من تورم القدمين والساقين، وآلام بالمنطقة اليمنى العليا من البطن بسبب احتقان وتضخم الكبد، وهذا أخطر مضاعفات قصور الجانب الأيمن للقلب.

انتفاخ البطن الناتج عن الاستسقاء البطني، وقد يشكو المريض من سوء الهضم وتدني الـوزن وعـدم القـدرة علـى بذل الجهد.

البصاق الرغوي المختلط بالدم وأحيانا ينفث المريض الدم خاصة مع السعال.

أسباب تضيق وارتجاع الصمام الميترالي

هناك العديد من الأسباب المؤدية للإصابة بارتجاع الصمام الميترالي، ومن هذه الأسباب:

الحمى الروماتيزمية التي تصيب القلب ومرض الشريان التاجي وخلافه..، وتعد السبب الرئيسي للإصابة في حوالي 95% من الحالات.

تضيق الصمام الميترالي خلقة.

انزلاق الصمام الميترالي: وفي كثير من هذه الحالات يكون ذلك مصحوبا بضعف كفاءة الانغلاق الميترالى وقت انقباض البطين الأيسر ومن ثم حدوث الارتجاع الميترالي.

اتسـاع البطين الأيسر وتغير شكله وهذا ناتج عن مرض اعتلال العضلة القلبية التوسعي.

التهاب الصمام الميترالي البكتيري أو الفطري، وخاصة إذا كان به تلف سابق.

بعض أمراض النسيج الضام كمرض الذئبة الحمراء ( SLE ) أو الروماتويد ( RA ) أو روماتيزم العمـود الفقاري التصلبي، والتي تكون مصحوبة بارتجاع الصمام الميترالي.

تدهور في وظائف الصمام الميترالي بحيث تتليف وتتكلس بسبب الشيخوخة.

يحدث التكلس ومن ثم الارتخاء بالصمام مصحوبا بمرض القصور الكلوي المزمن نتيجة زيادة تركيز الكالسيوم المؤين بالدم، وينشأ هذا عن اضطراب في وظائف الغدد المجاورة للغدة الدرقية.

احتشاء عضلة القلب وخاصة إذا كانت إحدى العضلتين الحلميتين الموجودتين بالبطين الأيسر اللتين يخرج منهما الأربطة الوترية التي تضبط حركة الصمام الميترالي مرتخيتين (أو أصبحت حركتهما بطيئة أو أصبحتا متكلستين).

وجود ورم أو خثرة دموية بالأذين الأيسر تقفل الصمام الميترالي.

مضاعفات الإصابة بارتخاء الصمام الميترالي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق